ألمانيا: يتشائم الألمان عادة من السنة السابعة، سواء في العمل، أو الزواج، أو الهجرة.. إلخ، ويلقبونها بـ«السنة الملعونة». ويبدو أنهم يملكون الحق في ذلك، لأن أحدث إحصائية عن الطلاق تثبت أن معظم حالات طلاق الألمان تحدث في الذكرى السابعة للزواج.
دائرة الإحصاء في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا أشارت إلى أن نسب الطلاق زادت في الولاية بنسبة لم تسبقها إليها غير نسبة عام 2004. وأنهت محاكم الولاية أكثر من 46 ألف زيجة في الولاية في عام 2008، أي بزيادة 6.9% عن العام الماضي. ويعيش في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا نحو 20 مليون نسمة، وهي بذلك كبرى الولايات الألمانية من الناحية السكانية. المتخصصون يميلون في تفسيرهم «رواج» حالات الطلاق حاليا بالأزمة الاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة. والمشكلة أن الكثير من حالات الطلاق تمت بين أزواج يعيشون معا منذ سنوات طويلة، وحدث 8330 طلاقاً بين متزوجين منذ 25 سنة مع 55 طلاقا بين نساء ورجال متزوجين منذ 50 سنة.
وكالمعتاد.. كان الأطفال الخاسرين الأبرز من حالات الطلاق، والمعارك القضائية حول الأطفال التي يسمّيها الألمان«حرب الزهور». وقد حدث في عام 2008 تطليق 21245 عائلة لها أطفال مجموعهم 34419 طفلا. وتنال النساء، في معظم الحالات، حق رعاية الأطفال، أو يتشاركن مع الأزواج في هذا الحق. وكان معدل حياة الزيجة الواحدة في الولاية نحو 16.6 سنة، لكن أطرف ما أوردته الأرقام الارتفاع النسبي اللافت لنسب الطلاق في السنة السابعة «المشؤومة»، إذ سجل فيها 33 % من حالات الطلاق، مقابل 29 % في السنة السادسة، و30 % في السنة الثامنة. من ناحية أخرى، ولأول مرة، تفوقت النساء على الرجال في طلب الطلاق، وكانت نسبة طالبات الطلاق بين العائلات المحطمة تبلغ 54 %. ومعروف عن هذه الولاية، بالذات، أنها «قلعة»العزّاب، وأن حياة العزوبية هي سبب أزمة السكن، وتركز بحث الناس عن الشقق الصغيرة.