رواية -----> مطر او الجرس المعطل...........

رن جرس الباب محدثا صخبا بالبيت الغارق في نومه الثقيل.استيقضت العجوز من كابوسها المرعب ثائرة فزعة.تاملت زوجها الممتد بجانبها بضخامة جتثه وطول لحيته الشقراء.وهي تنصت الى الرنين المتكرر..انارت المصباح التقليدي.وتطلعت بعينيها الذابلتين الى اعلى الحائط حيث تتربع الساعى الانجليزية العملاقة على عرشها.وتمتمت:
(( من ياتي الان والساعة تجاوزت منتصف الليل))
ململت قدميها المثقلتين وقصدت الباب ورنين الجرس لم يتوقف بعد.. والشيخ مازال خارجا عن علم الاحياء..اقترببت من الباب وامسكت به وهي تنصت الى الرنين المختلط بصوت العاصفة العنيفة التي كنست السؤال:
(( من ياتي في هذا الوقت.لم يتبقى لنا اي من الاقارب والاصدقاء..من يسال عنا اذن??))
سيطرت المخاوف على المراة المسنة ولم تستطع فتح الباب...رجعت الى غرفة النوم تتامل زوجها الغارق في كوابيسه. ايقضته برفق وحنان..فتح عينيه وقال Smile

(( وصل موعد صلاة الفجر))
اجابته Sad

(اسمع هذا الضجيج.انه الجرس))..تناول عكازه القريب من وسادته وانتصت..من يكون اذن?? ردت العجوز:
((تسالني الست على موعد مع احد??))اجاب:
((انتهت مواعيدي منذ مدة)) ردت العجوز:
(( اعلم هذا ولكن من سياتي في هذا الوقت.)) تفحص الشيخ لحيته وتمتم بصوته المبحوح(( في هذه الساعة لا يمكن ان يطرق الابواب الا اللصوص والصعاليك وقطاع الطرق))
ازدادت العاصفة توهجا وبدات الامطار تتساقط بعنف مضاعف والجرس في رنينه المتواصل يشارك الطبيعة غضبها.اما القمر فقد اختفى وهرب تاركا الظلام المخيف يبسط سيطرته على الكون...
صاحت العجوز فجاة Sad

( لم يبقى الا القليل من الغاز وتكتمل المصيبة)) عقب الشيخ وقد حافظ على هدوئه(( لقد فتشت عليه في الامس ولم اجده)) ازداد توتر العجوز Sad

( تقول هذا ببرودة سالت عليه في دكانين او ثلاثة وتدعي انك لم تجده ...مدد الشيخ جسده الثقيل فوق الكرسي الخشبي المطل على الباب الخارجي واردف وهو ينصت الى الجرس Sad

(انت تعلمين. المدينة محاصرة بالعواصف والفيضان... الناس لم يجدوا حتي الطعام ووسائل التدفئة حت وان عليه سيكون بثمن خيالي وليس لدينا المصاريف الكافية حتى لتدبير شؤوننا))...
تنهدت العجوز Sad

( كان على الاقل ان تصلح المصابيح الكهربائية قبل هبوب هذه العاصفة اللعينة)).... عقب الشيخ Sad

( قالو في نشرة الاخبار ان حدتها ستضعف عندما تقترب من مدينتنا))... صاحت العجوز((بل هذا نتيجة اهمالك وتقاعسك)).. صكتت قليلا واستطردت(( المذياع به عطب فكيف استمعت الى النشرة))....اجاب(( استرقت السمع من مذياع الدكان))
عادت الى الصمت فخاطرت ببالها فكرة.واقتربت من زوجها وخاطبته Sad

( هيا قم وافتح الباب ربما احد الغرباء يطلب المساعدة او عابر سبيل ضاقت به السبل))
اجاب ببرودة المعتادة(( في هذه العاصفة وهذا الظلام لا يخرج الا الصعاليك وسال بسخرية:منذ متى كان اللص يطلب مساعدة اهل الدار......?))
... العاصفة في اوج هبوبها والمطر شديد يكاد يحطم سقف البيت وبعض الاشجار تتساقط في الشوارع وكانها نجوم انتهى عقدها... او نسور فقدت ريشها او اطلال راكعة الى الارض........
اطلقت ال عجوز صرخة جديدة Sad

( تناول الهاتف واتصل بالشرطة..اتريد ان نبقى في هذا الموقف الحرج طيلة الليل...)) ابتسم الشيخ بسخرية:
(( الهاتف لا يعمل)) جحظت عين العجوز وصاحت(( هذا من اهمالك ايها الكسول.. لم تعد كايام شبابك .كنت تحرص على النظام والتجديد والاصلاح)) رد ببرودة زائدة(( لم تعد لنا ضرورة للهاتف كل اصدقائنا افترقنا معهم وعائلتنا تبخرت وذابت في دوروب الحياة لم نعرف احدا لا احد يسال عنا ولا نسال على احد...))
_ (( لكن نحن الان في حاجة الى مساعدة الشرطة او من اي احد في المدينة)) اجاب مخافظا على هدوئه Sad

(لا اظن ان الشرطة تقوم بواجبها في هذه العاصفة الغاضبة وهذا الجو المخجل والطرق المقطوعة)) عاودت العجوز الصراخ(( هيا تشجع وافتح الباب قد يشرع اللص بتحطيمه في اية لحظة.. وخذ معك بندقيتك..))..تناول البندقية تفحصها وكانه يلمس السلاح لاول وهلة وقال بجفاء (( ليس بها رصاص.. وليس لدي رصاص احتياطي=)) صرخت العحوز(( ما هذا الاهمال المتراكم.. حذرتك مرارا من الخمول واللامبالة))
_ على العموم سافتح الباب .. بهذه البندقية الفارغة من البارود
تقدم نحو الباب بخطوات مثقلة وجدية بينما اخفت العجوز وجهها تحت اناملها العشرة مستعدة لاستقبال اية طعنة قاضية من طعنات السنين والزمن القاسي..
لقد اختارت ان تعيش مع هذا الزوج المختل نفسيا وما كان عليها الا ان تقبل..وهو الذي طلب يدها...لانها عاقر... ولانه يرفض ان يصبح ابا .فهاهو يدفع نتيجة اختياره اما هي فليس لها الا ان تسلم امرها للطبيعة و الاحداث....
فتح الباب غاب لحضة واقفله..احكم اغلاقه بعناية وعاد الى زوجته وقد ازاحت الستار عن وجهها وهي تتامله.. لاح في وجهه غموض واضح وابهام غريب.. تذكرت تلك اللحظة اللتي تقدم اليها يدعوها للزواج .. تمالكت نفسها وهاتفت((من بالباب لماذا اغلقته والجرس مازال يرن?!!))
_ لا يوجد احد بالباب
_ ولكن لماذا الجرس يرن منذ ساعة تقريبا
تفحص لحيته وتلالات عيناه بدمع الهزيمة((لا شيء الجرس معطل...))
_ معطل لكنه يعمل ويواصل رنينه الصاخب
_ نعم يعمل لكنه لا يستطيع التوقف .. فالمطر قد تسلل الى داخله وجعله يعمل طول الوقي لا يتوقف...
فضحكت العجوز بسخرية ليست من عادتها واردفت Sad

( امر عجيب في هذا المنزل..الكل جامد وخامل لا يعمل.. الهاتف والكهرباء.. والراديو.. والبيانو. فقط هذا الجرس اللعين وحده اختار العمل بلا انقطاع. يوهمنا بوجود لصوص او ضيوف ليس من اختصاصهم زيارتنا....))

بارك الله فيــــــــــــــــــــــــــك

الله يوفقك

شكرا ع التفاعل

مسكينه العيوز هههههههههههههههههههههههه كسرت خاطر مشكوووووووووووووووووور بوحسن

يسلموووووووو